القراءة في القرون الثلاثة الأُولى من الإسلام

الندوة الثالثة للمعهد الدومنيكيّ للدراسات الشرقيّة (بالقاهرة، على الإنترنت)

icon-calendar من ١٦ إلى ١٨ أكتوبر ٢٠٢٠

مُحاضر الشرف: د. ديڤين ستيوارت، جامعة إيموري (أتلانتا)

التنسيق العلميّ: د. أسماء هلالي (مدينة ليل الفرنسيّة)؛ د. آن سيلڤي بواليڤو (عضو المعهد، ستراسبورغ)

تُعدّ الأسئلة الّتي يثيرها موضوع التلاوة كثيرةً ويصعب أحيانًا تحديدها كما لخّصه د. ديڤين ستيوارت بإتقانٍ خلال كلمته الختاميّة. تكمُن الصعوبة الأولى في الترتيب المنهجيّ: فنحن نتحدّث هنا عن ظاهرةٍ هي بشكلٍ أساسيّ شفهيّة، وفي الوقت نفسه نبحث عن آثارٍ مدوَّنة لها. أوضحتْ المداخلات المختلفة تنوّع المصادر المُمكنة، منها: نقوشٌ حجريّة ورسومات أثريّة على الفخار وورق برديّ ومخطوطات. نجد المعلومات المتعلّقة بالتلاوة إمّا في هوامش النصّ وإمّا مُدوّنةٌ بين السطور، أو تُستنتج من الأفعال المستخدمة لوصف الطريقة الّتي يتمّ بها نقل محتوى النصّ.

وبشكلٍ جوهريّ، فإنّ موضوع التلاوة يحتّم علينا مناقشة مسألة ماهيّة النصّ عينِه. تمثّل الخُطبة مثالًا أعلى لهذه الإشكاليّة: تبدأ الخطبةُ كنقاطٍ يخططها ويحفظها الواعظ عن ظهر قلب من خلال ملاحظاتٍ قد تكون مكتوبةً، ثمّ يتمّ قراءتها وفقًا للفكرة الأوّليّة أو غيرها، ثمّ يدوّنها بعض المُستمعين أثناء الاستماع لها أو بعده، ثمّ يكتبها مؤلّفٌ مُحترف وفقًا للمعايير الأدبيّة المناسبة لها، ثمّ تُنسخ الخطبة في نسخةٍ يمكن إعادة قراءتها من قبل الخطيب نفسه الّذي ألقاها. في هذه الحالة ما هو «نصّ» هذه الخُطبة؟ بالنسبة إلى صلوات الطقس القبطيّ على القربان والخمر، كان لا بدّ في القرون الأولى أن يرتجلها القسّ، ثمّ تثبّتتْ تدريجيًّا على مرّ الزمان حتّى تأخذ شكلها النهائيّ وهذا تحت تأثير التغييرات اللغويّة والخلافات العقائديّة. أمّا النصّ القرآنيّ فتدوّن وتثبّت في الوقت عينه الّذي تمّ فيه تداوله كتابةً ومشافهةً.

لسوء الحظّ، لم يسمح لنا انعقاد الندوة عبر الإنترنت بإفساح مجال للتحدّث عن التلاوة في الزرادشتيّة أو اليهوديّة أو في البيزنطيّة. سؤالٌ أخرى لم نناقشه وهو القوّة الخاصّة التي تكتسبها الكلمات خلال تلاوتها. تخلق بالفعل تلاوة نصٍّ ما تأثيرًا مختلفًا عن قراءته الصامتة، معلنةً كانتْ أم سرّيّةً. هل يمكن دراسة هذا التأثير؟ وبصورةٍ عامّة، ما هي أهداف التلاوة؟ يمكننا أن نعدّ من بينها: التعليم، ونقل النصّ، والتقوى، والاستمتاع، واكتساب الحسنات، وتعزيز سلطة النصّ.

ستكون كلّ هذه الأسئلة موضوع العدد ٣٧ (٢٠٢٢) لمجلّة المعهد. الموعد النهائيّ لإرسال مقالاتكم للتقييم الأكاديميّ ١ فبراير ٢٠٢١. اضغط هنا لمزيدٍ من التفاصيل…