ظهور الحديث النبويّ كمرجعيّة علميّة

ندوة دوليّة بالقاهرة بحضور وليد صالح (جامعة تورونتو) وعائشة جايسنجر (جامعة كارليتون)، أيّام ١١، ١٢ و١٣ يناير ٢٠١۸

بالتعاون مع المعهد الفرنسيّ بمصر

انقر هنا لتحميل البرنامج…

تعدّ قضيّة الاعتماد على المناهج المعرفيّة الحديثة—الّتي لا تستند بشكلٍ مباشر على أصول إسلاميّة—في قراءة القرآن والسنّة ونصوص التراث وإعادة تأويلها من أهمّ القضايا المطروحة للنقاش مؤخّرًا، سواءٌ من قبل الاتّجاه الدينيّ التقليديّ الرافض لها أو من الاتّجاه الحداثيّ الداعم لها. هل للعلوم الإنسانيّة ومناهج التأويل الحديثة دورٌ في تأويل القرآن وتفسيره؟ وهل هو أمرٌ مناسب ومسموح به أن يُعتمد على مناهج العلوم الإنسانيّة في جملة ما يُعتمد عليه في عمليّة تفسير القرآن؟ أم أن ينبغي الاكتفاء بمناهج التأويل والتفسير التقليديّة بلا إضافة شيءٍ جديد عليها؟

يأمل المعهد الدومنيكيّ أن يساهم في هذا الجدال المعاصر من خلال دراسة قضيّة الاعتماد على الحديث النبويّ كمرجعيّة علميّة في العلوم الإسلاميّة، وأحد أهمّ أدوات تفسير القرآن، وذلك خلال الفترة ما بين القرن الرابع والقرن الثامن الهجريّين.

وكما أثبت چوناثان بروان (٢٠۰٧)، فإنّ عمليّة قدسيّة الحديث النبويّ واعتباره مرجعيّةً في القرن الرابع الهجريّ/العاشر الميلاديّ تلبّي الاحتياجات الجديدة للمجتمع الإسلاميّ. وكما ذكّرتْنا عائشة موسى (٢٠۰٨: ۱٧-٢٩)، فإنّ هذا التقديس لم يتمّ دون معارضة أولئك الّذين خافوا من أن يصبح الحديث منافسًا للنصّ القرآنيّ نفسه.

يسمح الحديث النبويّ بتناقل المعارف العقائديّة والشرعيّة والصوفيّة وربط هذه المعارف بسلطة النبيّ (براون ٢۰١۰: ۱٦٦-١٦٨). ومع ذلك، فمنذ القرن الثاني الهجريّ/الثامن الميلاديّ يواجه العلماء المسلمون المفارقة التالية: كيفيّة تفسير مصدرٍ قطعيّ الثبوت وهو القرآن الكريم من خلال مجموعة نصوص مصداقيتها قابلة للنقاش—بل تمّتْ مناقشتها بالفعل—وهي الحديث؟ ألا يُعدّ العقل البشريّ أقوى ثبوتًا وقطعيّةً من الحديث النبويّ فيكون الاعتماد عليها في تفسير القرآن من أولويّات المفسِّر بإزاء الاعتماد على الحديث النبويّ؟ وهل يمكن الاكتفاء بالعقل كمرجعيّةٍ في التفسير دون الاعتماد على الحديث رأسًا؟

لقد سمحتْ وسطيّة الأشعريّة، بين ظاهريّة أهل الحديث وعقلانيّة المعتزلة، بشيءٍ من الدمج بين علوم الحديث والأساليب العقلانيّة للمعتزلة (براون ٢٠١۰: ١٧٨). لكنّ الأشعريّة لم تستطع القضاء على التيارات الأكثر تقليدًا والّتي يمثّل الحديث النبويّ لها المرجعيّة النهائيّة.

وقد تناولتْ العديد من الأبحاث العلميّة التأثيرات المتبادلة بين الحديث والفقه والتفسير وعلم الكلام والتصوّف، لذا فإنّنا نرغب في التوسّع في هذا البحث من خلال دراسة المجالات الأخرى من المعرفة الّتي فيها نجد، منذ القرن الرابع الهجريّ/العاشر الميلاديّ، اعتمادًا على الحديث أكثر فأكثر مثل النحو والفلسفة والطبّ… هل كانتْ هناك تأثيراتٌ متبادلة بين الحديث والعلوم الأخرى؟ وهل اعتمد العلماء على الحديث النبويّ اعتمادًا متساويًا في العلوم الدينيّة مثل الفقه والتفسير والكلام والتصوّف؟ وهل تناول العلماء في ممارساتهم الفعليّة الأحاديث النبويّة والأحاديث القدسيّة والآثار بشكلٍ مختلف؟ وهل اهتمّ هؤلاء العلماء الّذين اعتمدوا على الحديث كمرجعيّةٍ علميّة بالمتن والإسناد على حدٍّ سواء؟ وهل يُستخدم الحديث لمجرّد إعطاء طابعٍ إسلاميّ للعلوم والمعارف؟ أو لتوضيح نقطةٍ محدّدة؟ أو لمنح مرجعيّة نبويّة للمعارف المطروحة؟ ولم استمرّ الاعتماد على الأحاديث الضعيفة بعد ثبوت ضعفها؟ وما هي أشكال معارضة الاعتماد على الحديث قديمًا وحديثًا؟ وكيف تناول علماء الشيعة الحديث؟ وكيف وإلى أيّ مدى أصبح الحديث مرجعيّة علميّة في المجالات البعيدة عن العلوم الدينيّة المحضة كالاستشهاد بالحديث في اللغة أو في بعض العلوم الأخرى كالطبّ والفلسفة؟

والأهمّ من ذلك، وبعيدًا عن وظائف الحديث النبويّ في العلوم الإسلاميّة المتنوّعة، ما هي النظريّة الّتي تبرّر أو تجعل من الضروريّ الاعتماد على الحديث النبويّ؟ وهل استخدم كلّ العلماء «التأويل الأصوليّ» ذاته بحسب وصف وليد صالح (۲۰۱۰)؟ ولماذا يجب أن تكون أقوال النبيّ هي مرجع العلوم الإنسانيّة أساسًا؟  وهل يمكن للعقل البشريّ يستقلّ بإدراك بعض الحقائق دون الرجوع إلى الوحي النبويّ؟

هذه هي جملة الأسئلة المطروحة للنقاش والبحث في هذه الندوة، وسيتمّ نشر أعمال هذه الندوة في مجلّة المعهد عدد ۳٤ (مايو ۲٠١٩)، بشرط قبولها من قبل اللجنة العلميّة.

للحضور والمشاركة:

تهدف ندوات المعهد إلى دعم الباحثين الشباب (طلّاب الدكتوراه وحاملي الدكتوراه) من خلال فتح مجال للنقاش واللقاء. لحضور الندوة يتمّ التسجيل مجّانًا عبر البريد الإلكترونيّ التالي: . الحضور مفتوحٌ للجميع دون أيّ شرط. آخر موعد للتسجيل للحضور: ۳١ ديسمبر ٢۰١٧.

على من يرغب في تقديم ورقةٍ بحثيّة إرسالُ ملخّص مداخلته، ما بين ۳۰۰ و٥۰۰ كلمةٍ بالعربيّة أو الفرنسيّة أو الإنجليزيّة، وسيرته الذاتيّة على البريد الإلكترونيّ عينه: . وسنقوم باختيار ما بين ستّ إلى عشر مداخلات. نشجّع مشاركة شباب الباحثين والباحثات في مرحلة الدكتوراه وما بعدها.

كما نرجو تحديد موضوع المداخلة في حقبة زمنيّة محدّدة، أو اختيار مؤلّفٍ أو مؤلّفين تراثيّين بعينهما، أو في أحد الأسئلة المطروحة أعلاه أو سؤالين على الأكثر، لكي تتركّز النتائج والمداخلات على موضوعات معيّنة بعيدًا عن التعميم غير المفيد.

 آخر موعد لإرسال الملخّص: يوم ٣٠ سبتمبر ٢٠١٧.

المراجع والمصادر

Brown, Jonathan A. C. 2007. The canonization of al-Bukhārī and Muslim. Leiden‒Boston: Brill.

—. 2010. Hadith. Oxford: Oneworld.

—. 2011. The canonization of Ibn Mâjah: Authenticity vs. Utility in the formation of the Sunni Ḥadîth canon. Revue des mondes musulmans et de la Méditerranée 129. 169–181.

Ḥanafī, Ḥasan 2013. Min al-naql ilā al-ʿaql. Al-ǧuzʾ al-ṯānī: ʿulūm al-ḥadīṯ, min naqd al-sanad ilā naqd al-matn. Al-Qāhira: Madbūlī.

Musa, Aisha Y. 2008. Ḥadīth as scripture. New York: Palgrave Macmillan.

Saleh, Walid A. 2010. “Ibn Taymiyya and the Rise of Radical Hermeneutics,” in Ibn Taymiyya and His Time, edited by Yossef Rapoport & Shahab Ahmed. Karachi: Oxford University Press. 123‒162.