بناء السلطة الدينيّة عند الأقباط

جايتان دو روا

جامعة لوفان الجديدة

icon-calendar ٣ ديسمبر ٢٠١٥

20151203_Seminaire_Gaetan_du_Royقدم الدكتور / جايتان دو روا رسالة الدكتوراه الّتي قام بها عن الأب / سمعان وهو قسّيس قبطيّ أرثوذكسيّ مصريّ وُلد سنة ١۹٤۱ والّذي اشتهر ببناء مجمع كنائس ضخمًا في حيّ المقطّم حيث يعيش بهذا الحي حوالي ٣٠٠٠٠ من فئة الزبّالين منذ السبعينيّات.

في أعقاب الحركات البروتستانتيّة الخمسينيّة وبالأخصّ جماعة «خلاص النفوس» المشيخيّة سرعان ما لفت الأب / سمعان الأنظار بسبب موهبته في بناء الكنائس ووعظاته الّتي تركّز على العلاقة الشخصيّة مع المسيح أكثر من الممارسات التعبّديّة المنتشرة بين الأقباط وجلسات طرد الأرواح الشرّيرة العلانيّة والاحتفالات الّتي تلعب فيها الموسيقى دورًا كبيرا.

أجاد الأب / سمعان اللجوء إلى بعض العوامل لتثبيت سلطته وفي المقام الأوّل من خلال علاقاته الجيّدة مع زعماء عصابات الزبّالين مع أنّه كان منتقدًا في بعض الدوائر القبطيّة. كما استغلّ التشديد على التسلسل الهرميّ الكنسيّ الّذي عزّزه البابا شنودة الثالث من خلال إعطاء لقب كنسيّ للكثير من أعضاء الكنيسة وهذا خلال عهده (١۹۷١‒٢۰۱٢) فاستغلّ الأب / سمعان هذا عن طريق الخدّام والشمامسة والقسس الّذين اختارهم لمساعدته والإحاطة به.

دمّرت ثورة ٢٠۱۱ ووفاة البابا شنودة سنة ٢٠۱٢ هذا التوازن الهشّ الّذي كان يسمح للأب / سمعان بفرض أسلوبه دون قطع العلاقات مع كبار الكنيسة.