رسالة الأخبار فبراير-مارس ٢٠٢٢

اختتم معرض القاهرة الدوليّ للكتاب دورته الثالثة والخمسين بأمسيات مخصّصة للشعر والخطّ العربيّ، بالإضافة إلى مقترحات تربويّة متعدّدة للأطفال. إنّها حقًّا مبادراتٌ عظيمة أسعدتْنا. ومع ذلك، وبينما كنّا نسير في هذه المتاهة الهائلة من الممرّات المليئة بأكوام الكتب، تساءلنا عمّا إذا كنّا نشهد أيضًا شكلًا من أشكال التقلّص في المنشورات الإسلاميّة الّتي جعلتْ هذا الحدث مشهورًا يومًا ما. من معرض إلى معرض، يبدو أنّ العلمانيّة تنتشر تدريجيًّا وخلسةً في المجتمع المصريّ، ونرى حقيقتها بشكلٍ أدق. ومهما كان الأمر، فلا يزال المعرض بالنسبة للمعهد الدومنيكيّ ومكتبته حدثًا لا غنى عنه. لقد تساءل الأخ الراحل إميليو بلاتّي عن تذكرته في أغسطس الماضي. لم يكن أبدًا لِيفوّت معرض الكتاب لأيّ شيءٍ في العالم. يتعارض مشهد الازدحام والحشود الّتي تتحرّك في كلّ الاتّجاهات مع فكرة القراءة نفسها. ولكن بعد التفكير في الأمر عن كثب، كما نفحص الكتاب ونعيده قبل اقتنائه أو من خلال أسئلتنا نستفسر من الناشرين عن منشوراتهم الجديدة أو التي تمّتْ إعادة إصدارها، فبنفس الطريقة يعرف الباحثون أنّه من الضروريّ التفكير وإعادة التفكير في كلمات الكتب الّتي تُنقش من خلالها الأفكار السامية للفلسفة أو علم الكلام أو التصوّف في العصور السابقة. إن التفكير يهدف إلى تحديد السياق والتساؤل على أملٍ أن يأتي بصيصٌ من النور، أو ربّما نارٌ تأتي للتشكيك في معرفتنا وتجعلنا ننفتح على فهمٍ متجدّد للسماح لنا باكتشاف السرّ الخفيّ لهذه الكلمات الّتي تأتي من أزمنةٍ أخرى وأشخاصٍ آخرين. الكتب تستدرج بعضها البعض، مثل كتب الشروح والحواشي. إنّه الحدس الرائع لطريقتنا الجديدة في الفهرسة خلال تسجيل العلاقات الّتي تمتدّ عبر الزمان بين الأعمال والمؤلّفين. كتبٌ تتعارض مع بعضها البعض، وكتبٌ تجيب عن بعضها البعض، وأحيانًا كتبٌ غامضة. وعبر القراءة يتحصَّل الاستكشاف والرجوع إلى كلمةٍ أو مفهومٍ أو كلامٍ منقوش على نسيج صفحة متوهّجة، ومن خلال البحث عن صدى دلالات الألفاظ في سياقها التاريخيّ، والقوّة المثيرة لقصيدةٍ من الشعر الجاهليّ، والتلميحات السياسيّة والدينيّة للدواوين، يتقدّم الباحث ويتقدّم معه العلم. العمل مفيدٌ لأنّ القراءةَ، كما يقول الشاعر، تعيد إدخال العقول الكسولة إلى حياة الروح. بالنسبة لنا، نجد في الكتب دافعًا يأتي من شخصٍ آخر لينضمّ إلينا من أعماق الأزمنة في لحظة عزلة حيث يتحدّث إلينا ونصغي إليه. نلتقي هناك جارنا أحيانًا بعيدًا في الزمان والمكان. نكتشف أذواقه وأفكاره الممتعة وأحيانًا عالمه المجنون أو المزعج أو المخيف بشكلٍ رهيب. لكنّ الإنسان الّذي يقرأ يكون على الدوام في حالة تحرّك. قراءة المفكّرين المسلمين لا تجعل من راهبٍ دومنيكيّ مسلمًا، ولكنّها أيضًا لا تمرّ دون أن تترك تأثيرًا. ربّما كان هذا سبب لوم الأب/ فريد جبر على أنّه أصبح تلميذًا للإمام الغزاليّ. هذا الحكم السريع لا داعي له إلى حدٍّ ما، لكن من خلال قراءاته المستمرّة، كان الباحث العازريّ فريد جبر قد عرف بالفعل كيفيّة ترجمة الغزاليّ وجعله معاصرًا في نهاية المطاف.

المحاضرات والمداخلات

في يوم ١٣ فبراير شارك الأخ/ عمّانوئيل پيزاني في محاضرةٍ عبر الإنترنت عنوانها «الأخوّة، من شاطئ إلى آخر في البحر الأبيض المتوسّط»، وذلك في إطار اليوم العالميّ للأخوّة الّذي نظّمتْه جمعيّة أصدقاء المعهد والجمعيّة الفرنسيّة «مسيحيّي البحر الأبيض المتوسّط». شاهد الفيديو على موقع يوتيوب… (بالفرنسيّة)

في يوم ٢٣ فبراير قام السيّد/ جيوم دڤو بمداخلةٍ عنوانها «الحيوان ضدّ الإنسان في رسائل إخوان الصفا. الرحلة الطويلة والمشوار الشاقّ نحو فهم هذه الكلمات الثلاث»، وذلك خلال ندوة «الحيوانات في فلسفة العالم الإسلاميّ»، والّتي نظّمتْها جامعة ميونخ في ألمانيا.

الزيارات

في يوم ٨ فبراير استقبلنا السيّدة/ كلير دي جالومبير، باحثة في العلوم السياسيّة بالمركز الوطنيّ الفرنسيّ للبحث العلميّ. وقد أهدتْنا أطروحتها المخصّصة للأب/ جورج قنواتيّ وتبرّعتْ لمكتبة المعهد بأخر إصداراتها باللغة الفرنسيّة «التديّن في السجن» (٢٠١٦) و«الإسلام والسجن» (٢٠٢٠).

في الفترة من يوم ٣ إلى ١٧ فبراير استقبلنا الأخ/ چون چاك پيرينيس، مدير المدرسة الفرنسيّة للكتاب المقدّس والآثار في القدس والأخ/ أنثوني چامبرونيه، نائب المدير ومدير الدراسات.

في يوم ١٦ فبراير استقبلنا السيّد/ ريتشارد ماكجريجور، أستاذ في قسم الدراسات الدينيّة في جامعة فاندربيلت في ولاية تينيسي الأمريكيّة.

في يوم ١٦ فبراير استقبلنا السيّدة/ إيلاريا بيتي من قسم حقوق الإنسان والمجتمع المدنيّ والنوع الاجتماعيّ والهجرة والأمن والحوكمة، في مفوّضيّة الاتّحاد الأوروبّيّ لدى مصر.

وفي ذات اليوم ١٦ فبراير قمنا بدعوة الأستاذين أسامة نبيل ومنى صبري من جامعة الأزهر والشريكين في مشروع «أدوات».

في يوم ٢٢ فبراير استقبلنا السيّد/ شارل پيرسونا، مدير معهد التراث الوطنيّ الفرنسيّ، والسيّد/ ماتيو بيرتون، رئيس مكتب الشؤون الدوليّة بوزارة الثقافة الفرنسيّة.

بيت الباحثين 

خلال شهر فبراير استقبلنا في بيت الباحثين الآنسة/ لويز جالوريني، الّتي أكملتْ للتوّ رسالة الدكتوراه في الأدب العربيّ في العصور الوسطى من الجامعة الأمريكيّة في بيروت في لبنان، والآنسة/ ليلي باروتشيتش، طالبة ماچستير في الدراسات الإسلاميّة في الجامعة الأمريكيّة بالقاهرة، والسيّد/ چون روك دومون، طالب في علم إدارة المتاحف تحت التمرين في متحف الحضارة المصريّة، والآنسة/ مادلين جيليرميت، طالبة طبّ ومتطوّعة لمدّة عام في المؤسّسة الكاثوليكيّة الفرنسيّة «خدمة الشرق».

مقال عن المعهد

David Hoekema, “The Dominican Friars whose Library is Transforming Islamic Studies. How a rare books collection in Cairo expanded into a Center for scholarship and interfaith conversation”, Christian Century, February 11ᵗʰ, 2022.

الأنشطة القادمة

ابتداءً من يوم ١٤ مارس، سيقدّم الأخ/ عمّانوئيل پيزاني حلقات دراسيّة عبر الإنترنت مكوّنة من ستّة دروس، حول موضوع «الإسلام والغيريّة» في إطار معهد علوم الأديان ولاهوتها في باريس، وذلك كلّ يوم اثنين من الساعة السادسة مساءً وحتّى الساعة الثامنة مساءً (بتوقيت مدينة باريس). للتسجيل كمستمع يُرجى الاتّصال (بالفرنسيّة) بـ:

في يوم ١٥ مارس سوف يستأنف المعهد ندواته مع د. يوسف سنغاري حول موضوع: «التراث الإسلاميّ قيد المناقشة». ينظّم المعهد هذه الندوة باللغة الفرنسيّة في إطار مشروع «أدوات». ستُعقد الندوة في قاعة اجتماعات المعهد في تمام الساعة ٥ مساءً.

برجاء الضغط هنا لتسجيلكم أو إلغاء تسجيلكم في رسالتنا الإخباريّة. إذا كنتم تودّون استقبال دعواتنا لحضور الندوات، برجاء وضع العلامة على المربّع المقابل.